عطاء سعودي لا نهاية له.
عطاء سعودي لا نهاية له.
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
منذ تأسيس المملكة العربية السعودية، كان دعم الدول النامية إستراتيجية سعودية في السياسة الخارجية، وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن المملكة احتلت ما بين العام 1976 – 1986 المرتبة الثانية في تقديم المساعدات للدول النامية بقيمة 49 مليار دولار، بعد الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي العام 1974 أنشأت السعودية الصندوق السعودي للتنمية من أجل مساعدة الدول النامية، والذي قدم مساعدات عديدة للدول النامية، وفي 2019 أصبح الصندوق السعودي للتنمية ثالث أكبر مانح لـ«الأونروا»، إذ شملت المساعدات السعودية الدول المحتاجة والمتضررة من الكوارث الطبيعية، وما زالت على هذا الخط الإنساني الإنمائي، وتصدر مركز الملك سلمان للإغاثة المراكز الإغاثية في العالم.


السعودية على وجه التحديد، تكاد تكون من الدول القلائل التي لا تتخذ من المساعدات الدولية الإغاثية وسيلة سياسية على الإطلاق، فالمبدأ العام في المساعدات السعودية هو البعد الإنساني فقط، ولا تتوقف المساعدات عند دول الشرق الأوسط بل تذهب إلى أبعد ما يمكن على المستوى الإغاثي وعلى مستوى الإمكانيات الفنية والتقنية، وربما يسأل سائل: لماذا يعمل فريق البحث والإنقاذ السعودي المصنف عالمياً «فئة الثقيل» في دولة مثل هاييتي التي تعرضت للزلزال !؟

إن خارطة المساعدات السعودية الإنسانية لا تحكمها الجغرافيا أو الأيديولوجيا أو أي معايير سوى المعيار الإنساني، فالسعودية تكون أينما يكون الإنسان، وهذا المسار الذي أسسه الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود، الذي أقام البنيان على أساس حسن الجوار، وهذا ما جرى مع إيران عام 2004 حين تعرضت لزلزال مدمر، فأمر الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بمشاركة الهلال الأحمر السعودي ووجه كل القطاعات بالوقوف إلى جانب الشعب الإيراني، هذا ما تتبعه السعودية.

ولعل الحالة السورية الحالية دليل على حرص السعودية على البعد الإنساني وإغاثة السوريين، إذ توزعت المساعدات على كل المناطق السورية بعيداً عن التسييس، ومثل هذه الرؤية تحتاج إلى دول من طراز السعودية. من إندونيسيا إلى إيران وباكستان والصومال وهاييتي، وفلسطين واليمن، هذا المسار ليس له إلا بعد واحد هو العامل الإنساني فقط، وهذا ما جعل مصداقية السعودية الإنسانية في مراتب عليا، فأينما تكن السعودية تكن الأيادي البيضاء منذ التأسيس وحتى الآن.